الاثنين، ٢٥ مايو ٢٠٠٩

كيف تريد الصديق

آه لو عرف الحق أحد لما عرف كيف ينطق بكلمة تسئ
ولو عرف الحب أحد لما عرف كيف يسكت عن كلمة تسر
ولن يكون الصديق صديقا إلا إذا عرف لك الحق ، وعرفت له الحب
لا أريد بالصديق ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الشيطان لا خير لك إلا في معاداته ومخالفته
ولا ذلك الرفيق الذي يتصنع لك ويماسحك متى كان فيك طعم العسل ؛ لأن فيه روح ذبابة
ولا ذلك الحبيب الذي يكون لك في هم الحب كأنه وطن جديد ، وقد نفيت نفى المبعدين
ولا ذلك الصاحب الذي يكون لك كجلدة الوجه تحمر وتصفر ، لأن الصحة والمرض يتعاقبان عليها
فكل أولئك الأصدقاء لا تراهم أبدا إلا على أطراف مصائبك
كأنهم هناك حدود تعرف بها من أين تبتدئ المصيبة لا من أين تبتدئ الصداقة
ولكن الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها
وإذا غاب أحسست أن جزءا منك ليس فيك ، فسائرك يحن إليك
فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك ، وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود
وإذا مات .. يومئذ لا تقول : إنه مات لك ميت
بل مات فيك ميت
فذلك هو الصديق
للكاتب : مصطفى صادق الرافعي ـ رحمه الله

ليست هناك تعليقات: